الخميس، 28 يونيو 2018

العدالة لن تموت...








دوت صافرات الشرطة في المكان مخلفا حشدا كبيرا من الشرطيين يبحثون عن كل كبيرة وصغيرة، اقترب ذاك الاشقر بثقة ينظر للجميع باستعلاء مستفسرا عن الذي جرى يعدهم انه سيجد المجرم باقل وقت ممكن كالعادة، لكنه صعق حين علم ان الضحية كانت زوجته السابقة، ناد بصدمة:

"هيلين!...لكنها كانت بخير امسا...لقد رأيتها امسا وكانت بخير، ما الذي جرى؟..."

توجهت الانظار اليه حين صاح دون انتباه منه فتجاهل نظرات الجميع واسرع الى الجثة ليراها مرمية على الارض وعلى رأسها كيس نيلون دال على اداة الجريمة في القتل، مسح دموعه بسرعة قبل ان يراهم احد، اغمض عيناه بانفعال قائلا:

"لن يفلت الفاعل... سيدفع الثمن غاليا... العدالة لن تموت..."

 


 اقترب منه شرطي ليقول له:

"لقد وجدنا اثار دماء تحت اظافرها وبعض الشعر له، لا بد ان ذلك سيرشدنا الى المجرم عبر فحص الحمض النووي"

هز التحري رأسه شاردا قائلا:

"هذا جيد..."

نهض بحزم ليتوجه الى الجيران المحاطين لبيتها وتبعه الشرطي لمساعدته، سألهم عمن اتى لزيارتها امسا، الاغلبية نكروا رؤية احد لكن ما اثار المحقق قول احدهم انه رآه يدخل المنزل مرتان، والمرة الثانية كان اشبه بسكران يغني بصوت عال ويترنح في مشيته،

رفع المحقق نبرته ناكرا ما سمعه من ذلك فهدأه الشرطي الذي رافقه في جولته ليرى بعض الخدوش في رقبته لم تبرأ بالكامل دلالة على انها جديدة، صمت الشرطي يتفكر في الامر، حتى ابتعد التحري من هناك غاضبا، وعاد لبيته

يفكر بما جمعه من معلومات في مسرح الجريمة ومن الجيران، لكن ما اثار حيرته ادلاء ذلك الشاهد بانه رآه يدخل بيتها مرتان، بينما لا يتذكر هو الا المرة الاولى ولم يكن حديثهما وديا كي يشتاق لها ويزورها مجددا

***

بعد ايام اتاه اتصالا من مركز التحقيقات انه ظهرت نتائج الفحص النووي وطلبوا منه الحضور، اسرع في الذهاب ليأخذ النتائج، تبدلت ملامحه من الفضول الى الصدمة حين

رأى ان كلها تدل عليه، اتاه شرطي حاملا تحليل البصمات ليقول له، وكذلك اغلب البسمات الموجدة في المنزل تشير اليك وكذلك الاداة التي استعملت فيها لقتل الضحية، كما

افاد اغلبية الجيران انك اخر من دخل بيتها وكنت في حالة سكر وسمعوا حينها ضجيجا تعالى عند دخولك...
هز التحري رأسه نافيا بصدمة:

"لا يمكن ذلك... انا لم ازرها الا مرة واحدة... ثم اني كلمت الجيران امسا ولم يذكروا لي شيئا من هذا القبيل"

هز الشرطي كتفيه قائلا:

"ربما لم يستطيعوا ان يقولوها في وجهك"

رفع الشرطي الاصفاد قائلا:

"حري بك الاعتراف فذلك سيخفف عنك العقوبة"

- لا تقل انك تصدق ذلك... اتظن حقا ان تحر عبقري مثلي قد يترك ادلة سخيفة كتلك تشير اليه؟..."

- السكير لا ينتبه لافعاله"

ادار الشرطي المحقق وسط ذهوله ليأخذ يداه ويكبلهما خلف ظهره ورافقه الى سيارة الشرطة

***

وسط السجن ارتمى التحري على السرير مفكرا، اسلوب القتل لم يكن جديدا عليه فقد قتل مسبقا بهذا الشكل، كان ذلك قبل ان يصبح تحريا مشهورا، قتل شاب شهد على سرقته خوفا من

ان يبلغ عنه الشرطة، بعدما ترك زوجته امسا ذهب الى حانة ليحتسي بعض الشراب، يبدو انه ثمل حينها ولم يدري ما فعله بعدها، فكلامه مع زوجته جعله يغضب كثيرا، لولا ذلك الشاب الذي انضم اليه لقلة الطاولات مقابل ان يدعوه على

شراب، نهض التحري من السرير فجأة حين تذكر، لقد شعر بنعاس مفاجئ حين شرب ما قدمه له الشاب، وحين استيقظ وجد معطفه على الكرسي بدلا من

ان يكون مرتديا اياه، زاد صدمته حين تذكر شبه شاب امس للشاب الذي قتله منذ سنوات، نهض معانقا قضبان السجن ينادي الحارس:

"هاي انت... لقد دخلت السجن ظلما... هناك من البس التهمة بي"

جاءه جواب حارس السجن:

"اصمت وعد الى سجنك... هل يجب ان يكون لكل المساجين نفس المعزوفة..."

اقسم له التحري انه يقول الحق لكن الحارس تجاهله فحسب، عاد ليجلس على السرير بيأس، مد يده الى جيبه ليخرج علبة الدخان، فتحها ليجدها فارغة وورقة صغيرة داخلها، اخذها ليفتحها ويرى رسالة:

"العدالة لن تموت"

نتمنى دعم الموقع لنستمر في نشر احدت القصص ولا تنسى الإعجاب والإشتراك. 
♥ اضغط | لايك & Like | اذا اعجبتك القصة .
 ♥ تابع قصص على يوتوب http://bit.ly/2jCky4z 
تابع قصص على فيس بوك https://www.facebook.com/qissass 
موقع قصص http://bit.ly/2xr8BUF 
يسمح بنقل الموضوع لكن مع ذكر المصدر في نهاية الموضوع المنقول ووضع رابط الموضوع الأصلي لا تنسى الضغط على هدا الاعلان اسفله ♥♥

مواضيع اخرى

سجل في الموقع واربح معنا