قصة فعلاً كانت رخيصة وسهلة المنال!






وبالطبع وعَدتُها بأنّ أهتم بابنتها، فكيف لي أن أرفض طلب صديقتي المُحتضرة.
وبدأتُ أدعو منال إلى مائدتنا بانتظام، وأطهو لها ولأخيها كلّما كانا يستعدّان للإمتحانات. إعتبرتُها فعلاً أختي الصغيرة.
ولكن تلك الأخت الجديدة لم تكن تتحمّل رؤيتي أنا وزوجي سعيدَين. فكانت تغتاظ عند رؤيتنا نضحك سويًّا أو كلمّا غَمَرَني عصام. وردَدتُ الأمر إلى صغر سنّها، والمرحلة الصّعبة التي تمّر فيها لغربة أبيها وفقدانها لحنان أمّها. وعندما فاتحتُ زوجي بالموضوع، طلَبَ منّي الإحتراس منها. ولكنّني بقيتُ أطالب بها، إلى أن بدأت ترفض القدوم إلى بيتنا ولم تعد تجيب على مكالماتي. عندها قرّرتُ إعطاءها وقتاً كافياً للتفكير علّها تعود إلى صوابها.

ومرّت سنة واثنتان، وحمِلتُ بولدي الثالث. وشاءَت الظروف أن التقي بمنال التي عمِلَت جهدها طوال الوقت لتفاديّ. وعندما وقَعَت عيناها على طفلي، خلتُ أنّها ستنقضّ عليه وتخنقه لكميّة الغضب التي ظهرت في عينَيها.
وفي الفترة نفسها، تغيّر زوجي معي وبشكل واضح. فانتقل عصام مِن السّرير الزوجيّ لينام على كنبة الصالون، وذلك لأشهر طويلة، ويبقى ساهرًا طوال الليل على جوّاله بينما كنتُ أبكي بصمت لكثرة حسرتي. كنتُ قد سألتُه عن بعده عنّي. وبالرغم مِن إصراره على أنّ السّبب كان كثرة العمل والإرهاق، لم أصدّقه. ولكنّني حتى ذلك الحين لم أكن أعلم ما الذي يدور فعلاً.

وانتكسَت صحتّي بشكل خطير ممّا استلزم نقلي إلى المشفى. وفي إحدى انهياراتي العصبّية، بدأت أصرخ عاليًا ومِن دون وعي: "مات زوجي... مات عصام!!!"
وأتاني خبر علاقة زوجي بمنال. كان أكثر مِن شخص قد رآه معها ليلاً في محلّه، في حين كان يدّعي أنّه مع أصحابه. سألتُه وأنا أرتجف مِن القلق ما الذي كان يفعله معها في ساعة متأخّرة مِن الليل، فأجابني بكلّ برودة أنّه كان يُسلّمها مبلغًا بعثه إليها أبوها.



وبدأ الجيران بالتهامس حول علاقتهما، بعدما رأوها تأخذ إلى زوجي الأطباق التي طهَتها له ويمكثان في المحلّ لوحدهما.

ولم يعد عصام يطيق التواجد معي أو حتى سماع صوتي، وأهمَلَ أولاده وكان يرمي بوجهي هداياي بعيد مولده. كلّ ذلك مِن أجل منال التي لم تكن حتى جميلة أو جذّابة، بل فقط سهلة المنال وتعرف كيف تصل إلى مرادها.
ولم يسكت الناس بل بدأوا يُروّجون أخبار زواج عصام مِن تلك الفاسقة. لم أكن على يقين أنّ تلك الإشاعات كانت صحيحة، فكلّما أسأل زوجي عن الأمر كان يُنكر وبشدّة مقنعة.













مواضيع اخرى

سجل في الموقع واربح معنا